المشهد الأول
داخل سيارة على كوبري السادس من أكتوبر – نهاراً
الشخصيات
عمر: رجل في أوائل الأربعينات من الطبقة المتوسطة في مقعد السائق
أحمد: صديق عمر من نفس الطبقة والعمر في المقعد المجاور
الشخصيات
عمر: رجل في أوائل الأربعينات من الطبقة المتوسطة في مقعد السائق
أحمد: صديق عمر من نفس الطبقة والعمر في المقعد المجاور
عمر: يعني بعد كل دا تتطلع زعلانة مني عشان سيبتها شوية...طاب بزمتك
دا تفسير منطقي؟...وبعدين ما أنا رجعت بعد شهر ولاقيتها قافشة عليّا
أحمد: مع إنها كان المفروض تكون ارتاحت منك ومن قرفك يا أخي
عمر (سارحاً): فاكر أول مرة شوفتها. الكل حذرني منها. وقاعدوا يقولوا
هي جميلة آه بس مش حتستحمل معاملتك
أحمد: آه فاكر طبعاً...بس ما تنكرش إنها ماكلفتكش حاجة تقريباً
عمر: على رأيك مهرها كان لا يُذكر أصلا. أبويا يوميها قالي أتكل على
الله، على البركة
أحمد: من ساعتها وهي دراعك اليمين معاك على طول، على الحلوة والمرة
عمر: ما هو دا اللي خلاني أبعد شوية كنت عايز أرجع لأيام الحرية
والتنطيط من حتة لحتة. زهقت منها ومن قاعدتي على قلبها طول الوقت واعتمادي عليها
في الكبيرة والصغيرة. وافتكرتها هي كمان زهقت وبدل ما ترتاح مني وتعيش حياتها شوية
اتقمصت وزي ما يكون جالها اكتئاب
أحمد (ساخراً): ولمّا هي جالها اكتئاب، أنت بقى ارتحت منها ولا وحشتك
ولا أيه!!!
عمر: يا أخي بتتريق على أيه بس؟...على فكرة رغم الحرية اللي حسيت بيها،
من غيرها كنت تايه. أصلها تعرف عني كل حاجة...اللي بحبه واللي ما بحبوش...الأماكن
اللي بحب أروحا والأمكان التقيلة على قلبي...الأغاني اللي بحبها والكتب اللي بقراها...دا
حتى لبسي، دايما جاهرة بالجاكيت المناسب للجو المناسب
أحمد (متفهماً): آه ما هي عشرة عمر
عمر (بنبرة تحمل جدية): أنت بتقول فيها! بجد هي فعلاً عشرة عمر. استحملتني
سنين وعمرها ما اعترضت لا على أصحابي وغلاستهم ولا أغانيا العجيبة ولا حتى الفوضى
اللي أنا عايش فيها. اتحملت قلة أدبي وشتايمي.
ولا لمّا يجي آخر الشهر وأنا ما فيش في جيبي ولا مليم ماتفهمش أزاي عمرها ما كسفتني! ولا عمرها قالت لي كفاية عليك لحد هنا
ولا لمّا يجي آخر الشهر وأنا ما فيش في جيبي ولا مليم ماتفهمش أزاي عمرها ما كسفتني! ولا عمرها قالت لي كفاية عليك لحد هنا
أحمد: طيب يا سيدي صالحها بقى وخدها على إسكندرية
عمرة: بكرة بالليل في الروائة كدا إن شاء الله
المشهد الثاني
داخل
السيارة على كورنيش ستانلي – فجراً
الشخصيات:
عمر
زيزي:
سيدة في أواخر الثلاثينات، متوسطة الجمال ولا تضع أي مساحيق تجميل
في الخلفية نسمع أغنية فايزة أحمد "هدي الليل"
عمر (مستفهماً): أيه يا ستي بقى مالك! ليه زعلانة مني؟ أنا بس قولت
أريحك مني شوية
زيزي (مستنكرة): تريحني منك ولا ترتاح مني!
عمر (محاولاً تهدئة الوضع): يا ستي نرتاح من بعض شوية. يعني بزمتك
مزهقتيش مني؟
زيزي: عايز الحق؟ لأ...عمري ما زهقت...عارف أول مرة شوفتك فيها كنت
متأكدة أنك قدري وأني حكون ليك...ما عرفش مجرد إحساس!!!
عمر: يا سلام! أنا كمان جالي نفس الإحساس
زيزي (مبتسمة): وكنت متأكدة برضو أني مش الأولنية في حياتك...في اللي
عرفتها واللي عاشرتها واللي خرجت معاها...بس كنت متأكدة إني الأولنية اللي ليك بجد...في
الأول عاملتني بحنية لغاية ما خلتني أخد على وجودك...(تخفت الابتسامة)... عشت معاك
فرحك وحزنك...نجاحك وفشلك... قسيت عليا كذا مرة...واستحملت لأني بحبك وعارفة أنه زي
ما بتفرحني لازم حيبقى ليك هفواتك حتى لو بتيجي عليّا
عمر (مدافعاً): أنا مقدّر وفاهم طبعاً كل اللي قولتيه، بس أنتي برضو
يعني ليكي حركات مش ظريفة قوي يعني
زيزي (بنبرة دافئة تحمل تحدي): عارف مشكلتك أيه؟! مشكلتك أنك فاهم أنك
فاهم كل حاجة ومتحكم في كل حاجة... فاكر يوم ما نكدت عليك ووفقت لك علشان متروحش
المشوار اللي كنت رايحه، كنت عارفة أنك رايح تقابلها...واتحملت غرمياتك وحركاتك وماعترضش...لأنك
بترجع لي في الأخر...لكن المرة دي كنت عارفة كويس إن البنت دي بالذات بتستغلك
عمر (منكراً): بنت أيه اللي بتكلمي عليها؟
زيزي (متجاهلةً تعليق عمر لتستكمل حديثها): ولا السنة اللي فاتت لما
فصلت الكهربا...أيوة أنا اللي فصلتها وأنا اللي رجعتها...عارف ليه؟...لإنك لما سبت
صحابك ونزلت تجيب سجاير قاعدوا يلعبوا في ورقك ويسبوا ويلعنوا فيك من ورا ضهرك
وانت فاكرهم الصحاب الطيبين بتوع زمان...لمّا رجعت خليتهم ينزلوا يشوفوا لهم
حاجة تانية على ما تحل مشكلة الكهربا...وكل مرة بعكنن عليك لما تجيبهم، على أمل
إنك تتشائم منهم بقى.
عمر (مذهولاً): وأنتي أزاي عرفتي كل دا؟ معقول يطلع منك كل دا؟
زيزي: ماتستألش بيا. أنا أقدر على حاجات كتير. عارف كل دا ولا فرق
معايا...أنت جرحتني فعلاً وخليتني أخد منك موقف بجد لمّا سبتني ولا سألت فيا...كل
ليلة كنت بستناك بس تعدي تطمن عليا ومابتعديش...قعدت اسأل نفسي هو أنا قصرت معاك
في أيه ومن أمتى وأنا حمل عليك كدا...ماتخيلتش أبداً أنك تتخلى عني كدا
ينظر عمر لزيزي نظرة ندم، بينما تستمر أغنية فايزة أحمد
المشهد الثالث
داخل
السيارة على كورنيش ستانلي– مع طلوع النهار
الشخصيات:
عمر
أمين
شرطة في أواخر العشرينات
مازالت
أغنية فايزة أحمد "هدي الليل" في الخلفية
عمر نائماً في السيارة، أمين الشرطة يطرق على زجاج السيارة ليوقظه
أمين الشرطة: أصحى يا عم، أصحى يا سيدي، أصحى يا باشا!
في تلك الأثناء يستيقظ عمر فاركاً عيناه وينظر إلى جانبه الأيمن فلا
يجد أحداً. وينظر إلى الجانب الآخر فيرى الأمين وينزل زجاج السيارة.
أمين الشرطة: دا برضو كلام توقف بعربيتك كدا على الكوبري وتنام كمان؟...هي
المدام طرداك ولا أيه؟
عمر: معلش يا سيادة الأمين أصل العربية كان بقالها شهر ما تحركتش وما
كنتش راضيه تمشي. ولمّا وديتها للميكانيكي...
أمين الشرطة: أنت حتحكيلي قصة حياتك؟؟
عمر: الخلاصة أني كان لازم أخدها مشوار طويل علشان تلين تاني...أنا
أصلي جي من مصر
أمين الشرطة: يا عم وأنا مالي. أديك حتتاخد مخالفة، أمشي بقى من هنا
ولا تحب اكلبشهالك وماتقوملهاش قومة؟!
عمر يخرج 50 جنياً من جيبه ويأخذ سيجارة من علبة السجائر ويعطيهما
لأمين الشرطة
عمر: خليها عليّا المرة دي.
أمين الشرطة: ماشي يا سيدي. بس أمشي يلا من هنا. النهار طالع والناس
كلها نازلة على أكل عيشها
عمر: طيب ممكن بس ألمع العربية الأول
أمين الشرطة (ضاحاً بسخرية): دي شكلها غالية عليك قوي...والحلوة اسمها
أيه بقى؟
عمر (جاداً): أنا اللي غالي عليها ومستهلهاش كمان
أمين الشرطة (ساخراً): لا يا شيخ!!!! ربنا يخليكوا لبعض...(يبدأ في
السير بعيداً)
عمر: طاب على فكرة اسمها عزيزة وبدلعها زيزي
أمين الشرطة (يستكمل سيره مهمهماً): لا واللهي؟! أما المجانين في نعيم
صحيح (ضارباً كف على كف)
يقوم عمر بتلميع العربية مردداً الكوبليه الأخير من أغنية فايزة أحمد
تاخدنا الليالى
فى رحلة بعاد
ونشتاق ويغلب
علينا العناد
ويحتاروا
فينا وفى اللى جرالنا
لا ضحكة بنضحك
ولا نوم يجيلنا
وفجأة نلاقينا
رجعنا لروحنا
مفيش غير
لقانا يطيب جروحنا
واقابلك وننسى
ان بينا عتاب
ويرجع هوانا وعمره ما غاب
مشاهد مستوحاة من كتاب إذاعة الأغاني للكاتب عمر طاهر، فصل فايزة أحمد "هدى الليل".