لم أكن من المهتميبن بالسياسة بشكل عام ولم أكن من المتحمسين للكرة القدم سواء لمصر أو غيرها. لكن طبعًا حينما تحقق مصر نجاحًا عالميًا في أي مجال أسعد كثيرًا بل وأفخر أنني مصرية. لكن ما حدث في مباريات مصر والجزائر لم استطع تجاهله أو حتى أن يمر علي مرور الكرام. وبعد أن قرأت موضوع في مدونة إحدى صديقاتي حول تساؤلات تطرحها في هذا الشأن، وجدتني أطرح مزيد من التساؤلات التي لا استطيع الإجابة عليها ليس لأنني لا أعرف الإجابة، ولكن لأنني أخشى فجاعتها.
هل أدرك أحدكم إن ما حدث ويحدث في وسائط الإعلام العربية والعالمية أكبر دليل على أننا أصبحنا أمة أشقياء وليس أمة أشقاء؟
هل أصبحنا أمة تحتضر وتموت بفعل الغوغاء والجهلاء والمتحجرين فكريًا بل وعاطفيًا؟
هل يصل بنا الخلاف إلى درجة عدم الرغبة أو القدرة على التفاهم مع بعضنا؟
هل يصل بنا الحال إلى درجة أننا أصبحنا قادرين على التفاهم والدخول في اتفاقيات مع ألد أعدائنا، وفي نفس الوقت الدخول في حلقات السباب واللعن لبعضنا البعض؟
هل أصبحنا أسهل مضغة يمكن أن يبتلعها أعداؤنا لأننا أتخذنا من بعضنا عدوًا لأقل الأسباب أهمية؟
هل اعتدنا على الخيبة وإعادة السيناريوهات السوداء فقط من تاريخنا؟
هل تصل بنا المعصية إلى تحريف آيات القرآن الكريم لنهاجم بعضنا؟
هل أصبحنا في غفلة عن أبسط تعاليم ديننا "لا ضرر ولا ضرار"، حتى نتشاجر بل ونتحارب في أي وقت ما بالك في الأيام الحرم؟
هل فقدنا الإحساس بقضايا حياتنا وأوطاننا وأمتنا الملحة حتى نتشاجر على أقل الأشياء أهمية ونسمح لكل من هب ودب بأن يفرح بنا ويقوي نار الفتنة بينا؟
أين نحن الآن؟ أمة متفرقة، لا يشغلها سوى توجيه سهام النقد والسب واللعن والافتراء والحقد والكراهية على أعضائها.
للأسف لم نعد كالبنيان المرصوص أو الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوًا تداعى له سائر الأعضاء.
بل تناثرت الأعضاء حتى لم يشعر أي عضو بالآخر. بل وأصبح كل عضو وكأنه عضو في جسد آخر معادي لسائر الأعضاء.