Monday, February 2, 2009

غرفة التأمينات

أردت أن أجدد بطاقتي المدنية فذهبت في رحلة صباحية إلى مكتب التأمينات الاجتماعية لأحصل على الختم المطلوب. كان الجو جميلاً والمكان متربًا وزحمااااااااا. كالعادة أصطف الرجال في طابور طويل بالعرض والسيدات في طابور قصير بالطول مكون من سيدة واحدة ولكنها لا تظهر وسط طابور الرجال اللي بالطول والعرض. ما علينا، جاء رجل وزوجته لكي تجدد البطاقة هي الأخرى وأخذت دورها فيما يسمى بطابور السيدات ولذقت فيها ما هي معاها حماية ذكورية. زوجها وقف بجانبها في صف الرجال العريض. لم يكن لطابور النساء وجودًا إلى أن جاء هذا الرجل مفتول العضلات الذي أدخل زوجته بالعافية وطبعًا أنا لذق فيها. المهم ساعد الرجل زوجته في اختراق هذا الحصن المنيع من الرجال وحصلت على توقيع الموظف على الورق. بعد ذهابهما مددت يدي بالورق في فتحة الشباك الصغيرة المستديرة فإذا بأحد الرجال يدخل ورقة من الفتحة الموجودة بأسفل الشباك. طبعًا الموظف ماعبرنيش وأخذ الورق من الراجل اللي ذيه. ما عالينا، بصراحة ما خيبش أملي فهذا هو ما توقعت بالضبط.

بعد كده تمكنت من أن أمتلك الشباك وأسده بكل ما أتيت من عرض البنية مددت ذراعي لكي أحمي دوري
وسط هذا الكم الهائل من الرجال. ما علينا، أعطيت الموظف الورق وأخذ يتفحصه ثم أعاده لي مع ورقة صغيرة دون أن تخرج كلمة واحده من فمه.
سألت:
في حاجة تانية أعملها
برضو ماعبرنيش وأخذ الورق من الراجل اللي بعدي رغم الحماية التي فرضتها على الشباك.
ثم سألت مرة أخرى بصوت أعلى: في حاجة تاني!!!!!!!!
رد عليا بصوت خافت: أختمي الورق
رديت: أيوه حضرتك أختمه منين
رد بقرف وتأفف وكأن الكلام بفلوس:
آخر الطورقة

ما علينا، ذهبت إلى آخر الطورقة زي ما قال فوجدت غرفة في الآخر سألت السيدات اللي في الغرفة

أريد أن أختم ورق البطاقة
برضو ما حدش رد
كررت سؤالي حوالي ثلاث مرات إلى أن تكرمت إحدى السيدات وشاورت بيديها ناحية الشمال. ذهبت إلى المكتب اللي في الشمال، فوجدت هذه السيدة بتشخط فيا وبتزعق بصوت عالي عمر ما أبويا وأمي زعأولي كده
الأوضة اللي عل الشمال
رديت: ياماما!!! أنا أسفة حضرتك ما تزعليش حاضر

ذهبت إلى الأوضة التانية
أنا:
حضرتك أنا عايزة أختم ورق البطاقة
أخذت الموظفة الورق وقالت لي:
عايزة إمضة مدير القسم ومدير المكتب
أنا:
مش فاهمة حضرتك
ردت عليا بنرف
زة وبصة جلاد على وشك أن يجلد المتهم: آخر الطورقة الناحية التانية مطرح ما جيتي
أنا بكل أدب وهدوء:
حاضر حضرتك
بصوت واطي:
يادي الطورقة اللي محيراكم
ما علينا

رحت لآخر الطورقة الناحية التانية
سألت موظف: لو سمحت أنا عايزة أوقع الورق من مدير القسم ومدير المكتب
الموظف: مديرة القسم مدام هناء
وأخذ ينظر في الورق الذي كان ينظر إليه من قبل دون أدنى حركة أخرى
أنا:
أيوه حضرتك هي فين مدام هناء
بتأفف برضو وكائنها سمة غرفة التحقيقات قصدي التأمينات: المكتب اللي هناك
رحت للمكتب اللي هناك
أنا:
حضرتك ممكن توقيعك على ورق البطاقة
مدام هناء:
ثانية وحدة (وكأنها عايزة تقولي ما تصبري ياختي هو أنا فضيالك) ما علينا
استنيت ربع ساعة مع العلم إن ما فيش غيري. كل الحكاية إن مدام هناء مشغولة شوية بتتكلم مع موظف من أفراد الكتيبة قصدي القسم بتاعها
ما علينا
أخذت الورق وقامت بتوقعيه. أرتكبت نفس الجرم تاني واستجرئت وسألت:
هوه فين مكتب مدير المكتب.
مدام هناء:
يا فتاح يا عليم آخر الطورقة
رديت بيني وبين نفسي:
ربنا يستر يا رب أخرج من الغرفة بسلام
ما علينا

رحت آخر الطورقة تاني وجدت مديرة المكتب. ست كده من الوزن التقيل يدوبك مكفيها مكتب لوحدها ومسكة قلم في أيد وسنكوتش طعمية في الأيد التانية. من كتر الطعمية اللي في فمها بتشاور. شاورتلي علشان أديها الورق وبعدين شاورت على البطاقة. الست معادنهاش وقت عندها عدد معين من أقراص الطعمية المطلوب إنجازه في أسرع وقت ممكن. التأمينات بتأفل الساعة 12 يا جماعة.
ما علينا


المهم حصلت على التوقيعين. وذهبت مرة أخرى للست بتاعة الختم. وجدتها منهمكة في حديث مع زميلاتها حول ملوخية أمبارح أد أيه كانت حلوة والراجل كان حيتجنن من جمالها.
أنا:
حضرتك أنا جبت التوقيعات
لا حياة لمن تنادي دا أيه الإزعاج اللي أنا عملاه ده
أنا:
حضرتك، حضرتك، حضرتك
الست الموظفة:
أيوه حاضر نعم في حاجة
أنا:
واللهي أنا جبت التوقيعات ذي ما قلتي لي
الست الموظفة:
حاضر يا ستي أهوه
طخ طخ حصلت على الختمين

طلعت أجري من غرفة التأمينات أبحث عن تاكسي بس بصراحة كنت هلكانة من الضحك لدرجة إن سواق التاكسي قال لي:
جميل إن الواحد يصطبح بوجه سمح مبتسم

5 comments:

  1. كويس انك حكيتي الحكاية دي.
    الواحد لما بيكون هيعمل حاجة في اي مصلحة حكومية بيكون حاطط ايدوا على قلبوا وخايف ليحبسوه في الآخر علشان عاوز يعمل مصلحة له.
    انا يومي في التأمينات برضوا كان غريب قوي والحمد لله أنوا عدى على خير من غير متخانق مع حد.


    لما تروحي اماكن زي كدا ابقي احكيلا تاني.

    ReplyDelete
  2. حلوة أوي يا شيماء ...انا تخيلت الموقف كله من أوله لآخره...تنفع أوي قصة قصيرة وتتحط في قناة النيل للدراما...ويعيدوا تمثيلها كمان..اكتر حاجة لفتت نظري كلمة معبرة أوي واتكررت كتير وفي ماحلها أوي ...هي كلمة "ما علينا"...جامدة موووت..عارفة ليه...لأن حاسيت كانك عايزة تقولي "يا جماعة الموقف ده (اللي قبل كلمة ما عالينا) مستفز في حد ذاته ومحتاج مقال لوحده بس ما علينا"!!..وكمان الجزء اللي بتقولي فيه ان الست الموظفة قدامها عدد معين من اقراص الطعمية لازم تخلصه !!!...ههه كأنه "تاسك" على السيستم وفي "ديد لاين"..لازم تلتزم بيه وبعدين ختمتي المقالة بمشهد كوميدي ضحكني انا شخصايا وانا بقراه وهو انك خرجتي من مستعمرة البيروقراطية دي بهستريا ضحك انا شوفتها بنفسي لما جيتي الشركة بتضحكي !!ههه آهي دي اللي اسمها الكوميديا السوداء..وهي نوع من الكوميديا بتناقش مآساة حياتية موجودة في المجتمع بطريقة ساخرة جداا ...جامدة جداا يا شوشو ...استمري

    ReplyDelete
  3. تحفة جدا

    وكويس انك خرجتي من هناك بتضحكي :)

    ReplyDelete
  4. تقريبا ده اللي حصل معايا وانا في مستشفى التأمين بس مكنش معايا حماية ذكورية كان معايا ماما

    Rehab

    ReplyDelete
  5. حلوة أوي أوي

    عارفة يا شيمو أنا من كتر ما اتعودت على الطريقة دي من الموظفين لما بلاقي موظف كويس باستغرب

    يعني وأنا بطلع شهادة دبلوم الدراسات التربوية اللي أخدته بعد الكلية كانت الناس في منتهى الذوق وخلصت الورق في حوالي ثلث ساعة لدرجة إني كنت مستغربة بشكل لا يوصف

    كنت ماشية أقول لصاحبتي إنت كده متأكدة إني خلصت

    على عكس مثلاً لما طلعت شهادة الليسانس كان ناقص السيدة الفاضلة المسؤولة عن الخريجيين تقوم تضربني

    سبحان الله نفسي أعرف ليه كده

    والعجيب بقى إنهم بصراحة بينطبق عليهم المثل القائل ناس تخاف ما تختيشيش

    لأنهم بمجرد ما يلاقوا حد عنيف شوية معاهم بيتعاملوا فورًا بالذوق المطلوب

    ReplyDelete